
نعم اشتقنا إليه كثيراً وسبق أن تمنّينا مراراً وتكراراً رؤيته ولو لوهلةٍ واحدة أقلّه لنطمئن على صحّته بعد كل الأخبار الماضية التي علت وأفادت بـتدهورها وتراجعها، نعم تحسّرنا على شبابه ومهنته ومكانته في قلوب الجماهير العربيّة ورجونا دوماً منذ دخوله إلى السجن في فرنسا بتهمة اغتصاب فتاةٍ فرنسيّة أن نلقي نظرةً ولو خافتة عليه لنرى ماذا يفعل وكيف يمضي أيّامه هناك.
أيّامٌ وأسابيع وأشهر مرّت ولا يزال سعد المجرد موجوداً في بئرٍ عميق لا ندري ما إذا سيخرج منه قريباً أم سيطول أنينه فيه أكثر بعد، وقتٌ انقضى على سجنه ونحن لا نعرف ما إذا كانت الإشاعات التي تحوم فوقه صحيحة أم مجرد أقاويل لا معنى لها أو أساس، إلى أن انتشرت هذه الصورة المثيرة للجدل والإهتمام التي تداولت بها معظم المواقع الإلكترونيّة في الساعات القليلة الماضية والتي قيل أنّها عائدة إلى سعد وهو يتمّم واجب الصلاة من داخل زنزانته.
أهي صورة حقيقيّة وتعود بالفعل إلى نجمنا المغربي المحبوب الذي وقف أخيراً الطب الشرعي معه وأنصفه، أم أنّها لقطة مزيّفة ومركّبة لشبيهٍ له استفاد منها أحدهم ليثير نوعاً من البلبلة والخضّة الإعلامية في الوسط الفني؟ سؤالٌ يُطرح أمام ما نراه أمامنا اليوم مع أنّنا وفي قرارة أنفسنا نتمنّى بالفعل أن تكون هذه الصورة لسعد الذي يبدو أنّه لم يفقد إيمانه بالله ولم يخسر رجاءه بالحريّة والخروج من الكابوس الذي لا يزال عالقاً فيه.
نرى رجلاً يركع على ركبتيه ويصلّي طالباً من الله أن يفك أسره وأن ينصفه القضاء فيغدو بريئاً من الجريمة التي هزّت الوسط كلّه، هو شابٌ في ربيع عمره ليس من المستبعد أن يكون المجرد الذي واجه ضحيّته مؤخراً وصرخ في وجهها مدافعاً عن نفسه أمام الجميع، ولربّما من التقط له هذه الصورة هو أحد الحرّاس الموجودين هناك في المكان والذي ارتأى أن يزرع الأمل والسعادة في قلوب متابعيه ومعجبيه الذين يتشوّقون وبحرقةٍ كبيرة إلى يوم اللقاء به والإجتماع معه من جديد.
وفي النهاية أكان هذا الرجل في الصورة هو صاحب أغنية "غلطانة" أم لا فهذا لن يغيّر حقيقة واحدة وواقعاً وحيداً، وهو أنّنا اشتقنا بالفعل إلى نجم الجماهير الأول الذي كان يأسر قلوبنا بأغانيه ويتربّع على عرش المراتب الأولى بأعماله، ونتمنّى بالفعل في النهاية أن يتّخذ القضاء هناك قراره بإطلاق سراحه ولو مؤقّتاً إلى حين إغلاق القضيّة بالكامل ونرجو أن يعود والده الذي زرع اليأس في قلوبنا بسبب آخر تصريحٍ له نشره عبر فيس بوك بخبرٍ سار وسعيد عن إبنه الغالي والعزيز.